
هل ينجح العامل أبو زيد في تجاوز هشاشة البنية التحتية بصفرو؟
هبة بريس- مكتب فاس
تعيش مدينة صفرو على وقع تحديات كبيرة في البنية التحتية، تعكسها طرق مهترئة، شبكات صرف صحي متقادمة، وتدبير حضري لا يرقى لتطلعات الساكنة.
و في هذا السياق، يطفو إلى السطح تساؤل محوري: هل ينجح عامل الإقليم، السيد أبو زيد، في الدفع بعجلة التنمية وتجاوز هشاشة البنية التحتية، رغم المعوقات المتعددة، وفي مقدمتها ضعف أداء المجلس الجماعي ورئيسه؟
منذ بداية ولايته، لم يظهر على رئيس المجلس الجماعي لصفرو مؤشرات قوية توحي بامتلاك رؤية واضحة أو كفاءة ميدانية في التسيير المحلي.
وقد اتسمت أولى خطواته بنوع من الارتباك وغياب التواصل الفعّال، ليس فقط مع المواطنين، بل حتى مع عدد من أعضاء مجلسه، ما خلق حالة من التذمر والتراجع في ثقة الشارع المحلي. يُعزى ذلك في جزء كبير منه إلى نقص واضح في التجربة السياسية وضعف التكوين في تدبير الشأن المحلي.
من جهة أخرى، يبدو أن عامل الإقليم يُدرك تمامًا حجم الانتظارات والتحديات. فقد باشَر منذ تعيينه سلسلة من اللقاءات والزيارات الميدانية، مُعبّرًا عن إرادة لتدارك الوضع، لا سيما في الأحياء المتضررة بشكل كبير من الإهمال التنموي.
كما يُراهن العديد من المتتبعين على دينامية العامل أبو زيد لخلق توازن بين تدخلات السلطة والمجالس المنتخبة من أجل تحسين الخدمات الأساسية وتعزيز البنية التحتية.
لكن، هل تكفي إرادة العامل وحدها؟ الحقيقة أن التنمية المحلية تحتاج إلى انسجام بين مختلف المتدخلين، بدءًا من المنتخبين، مرورًا بالمصالح التقنية، وانتهاء بالمجتمع المدني.
كما أن غياب الحوار داخل المجلس الجماعي، واستمرار منطق الانفراد بالقرار، يُهددان بتقويض أي جهود إصلاحية قد يقوم بها العامل.
في النهاية، تبقى آمال ساكنة صفرو معلقة بين يدي عامل الإقليم، الذي قد يشكل، إن نجح في خلق شراكات وتوجيه المشاريع الاستراتيجية، فرصة لإنقاذ المدينة من دوامة التهميش. لكن ذلك يظل رهينًا بكسر جدار الصمت داخل المجلس الجماعي، وفتح حوار شفاف وجاد من أجل مصلحة المدينة، لا المصالح الضيقة.
ولا يقف التحدي أمام العامل أبو زيد عند حدود تعثر المجلس الجماعي فقط، بل يمتد أيضًا إلى محيطه الإداري الداخلي، حيث تشير عدة مصادر إلى وجود اختلالات على مستوى بعض الأقسام والمصالح التابعة للعمالة. فغياب الانسجام والتنسيق، وضعف الكفاءة في بعض الأقسام، يعوقان تنزيل عدد من المبادرات التنموية.
لذلك، يُعد تنقية البيت الداخلي شرطًا أساسيًا لنجاح أي مشروع إصلاحي، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجهها المدينة. فالإرادة وحدها لا تكفي، ما لم تُواكب بإعادة هيكلة فعالة للإدارة الترابية وتفعيل آليات المراقبة والمساءلة لضمان النجاعة والشفافية، المدينة تتحرك مع الباشا له حس وطني وكفاءة عالية في الميدان بفضل تواصله مع الساكنة والمجتمع المدني .
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X