
أكادير.. من “ماستر” إلى “شبكة علاقات النفوذ والقرابة” تفجر ملفا أكاديميا ساخنا
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
بين الأمس واليوم، يبدو أن شعار “الماستر مقابل المال” لم يعد يلخص وحده الإشكاليات التي تشوب التكوينات العليا ببعض المؤسسات الجامعية. ففي ظل استمرار التحقيقات بمحكمة جرائم الأموال بمراكش، لأستاذ جامعي بكلية بأكادير ، بدأت تسريبات جديدة تزيح الستار عن علاقات معقدة و”شبكات عائلية” مترسخة داخل أحد الماسترات التي أضحت مثار جدل أكاديمي وإعلامي واسع.
ماستر “المنظومة الجنائية والحكامة الأمنية”، الذي يشرف عليه أحد الأساتذة الجامعيين الموقوفين احتياطياً، بات مثقلاً بشبهات تتجاوز حدود المحسوبية، لتلامس مستويات غير مسبوقة من التداخل بين النفوذ، والقرابة العائلية، والمواقع الوظيفية الحساسة.
– عائلات أكاديمية؟
تُظهر وثائق اطلعت عليها جريدة ” هبة بريس ” وجود عدد من الأسماء التي ترتبط فيما بينها بعلاقات عائلية مباشرة: إخوة، أزواج، وحتى أبناء أعيان ومسؤولين قضائيين، وجدوا طريقهم إلى نفس الماستر، بل أحياناً إلى نفس دفعة التخرج أو فرق البحث المشترك.
ومن اللافت أن عدداً من هؤلاء يشغلون مناصب قضائية أو سياسية أو إدارية، فيما يظهر أن البعض الآخر قد استفاد من انتماءاته العائلية لتجاوز المراحل الانتقائية العادية، أو لضمان معاملة تفضيلية على مستوى المتابعة الأكاديمية.
– النفوذ يدرس ؟
لا تقف المسألة عند التسجيل فقط، بل تشير التسريبات ذاتها إلى تدخل بعض المسجلين في التكوين في تدبير شؤون الماستر نفسه، من نقط الطلبة إلى مراقبة سير الحصص، بينما يطرح غياب آخرين المستمر رغم التزاماتهم المهنية الرسمية علامات استفهام حول “الشرعية الأكاديمية” لهكذا حضور.
– “حين تلتقي الزمالة بالزواج داخل قاعات الماستر”
في مشهد يدكر بحلقات تبادل الأدوار في المسلسلات الدرامية، تفجّر المعطيات المسرّبة فضيحة من نوع جديد، زوجة هذا المنسق في ماستر زميله، وزوجة ذاك في ماستره. لا هي صدفة ولا هي معجزة أكاديمية، بل صورة أخرى من صور “تحكم الكواليس” في مصير طلبة يتعبون في الانتقاء، بينما تتوزع المقاعد بمنطق القرب والمصالح الشخصية في الجامعة التي يُفترض أن تكون حامية للنزاهة، قد تتحول بفضل صمت المؤسسات إلى ممالك صغيرة تسيرها العواطف قبل المعايير.
– تساؤلات مشروعة
هذه المعلومات، وإن كانت بحاجة إلى تحقيق قضائي معمق لتأكيدها أو نفيها، تفتح الباب أمام نقاش واسع حول أخلاقيات التكوين العالي في المغرب، واستقلالية المؤسسات الجامعية، وضرورة فصل المصالح الأكاديمية عن علاقات القرابة والسلطة.
هل نحن أمام حالات معزولة؟ أم أن الأمر يعكس منظومة كاملة تقوم على الزبونية والعلاقات الشخصية في توزيع فرص التعليم العالي؟ وكيف تؤثر هذه الممارسات على جودة البحث العلمي وثقة المواطن في مؤسسات بلاده؟
هي أسئلة كثيرة تنتظر أجوبة قد تكشف الأسابيع المقبلة عن مستجدات في هذا الملف الذي تفجر مع الاستعدادات الطلابية لختم سنتها الجامعية .
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X