
احتياجات السكن بجهة الشرق.. أرقام غير مسبوقة تكشف خريطة الطلب ونوعية السكن
هبة بريس – أحمد المساعد
في خضم التحولات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المملكة، أصبح فهم طبيعة الطلب على السكن في مختلف الجهات أداة أساسية لتوجيه السياسات العمومية بشكل أكثر دقة وفعالية.
دراسة جديدة صادرة عن وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة تكشف أرقامًا غير مسبوقة حول تطور الطلب على السكن خلال الفترة 2015 – 2025، وتضع جهة الشرق تحت المجهر من حيث موقعها الوطني، ونوعية السكن المطلوب، والطلب على الأراضي
على الصعيد الوطني، شهد الطلب على السكن نموًا لافتًا خلال العقد الأخير، حيث ارتفع من 1.6 مليون وحدة سنة 2015 إلى ما يناهز 2.3 مليون وحدة في أفق 2025، أي بزيادة تقارب 48.8%. هذا الارتفاع يُعزى بالأساس إلى التوسع العمراني، والنمو الديموغرافي، وتزايد الحاجة للسكن في المراكز الحضرية الكبرى.
الشرق سادسة وطنياً: موقع متوسط بين الجهات
بحسب ترتيب وزارة الإسكان، تحتل جهة الشرق المرتبة السادسة وطنياً من حيث عدد الوحدات السكنية المطلوبة سنة 2025، بمجموع 169.905 وحدة. وتأتي مباشرة بعد جهة فاس-مكناس (244.466 وحدة)، وقبل جهة سوس-ماسة (154.161 وحدة).
أما الصدارة، فتبقى لجهة الدار البيضاء-سطات بـ 667.000 وحدة، تليها مراكش-آسفي (353.781 وحدة) والرباط-سلا-القنيطرة (265.371 وحدة). وهذه الجهات الثلاث تمثل ما يفوق 55% من إجمالي الطلب الوطني، ما يعكس تمركزًا حضريًا واقتصاديًا كبيرًا في قلب البلاد.
الشرق تُفضل المنازل المغربية التقليدية وتتصدر وطنياً في النسبة
إذا كان الطلب على الشقق يهيمن على المستوى الوطني بنسبة 44% (أكثر من مليون وحدة)، فإن جهة الشرق تُسجّل اتجاهاً مغايراً. فقد كشف التقرير أن ساكنة الجهة تُفضل المنازل المغربية الحديثة، بنسبة 73% من مجموع الطلب الجهوي، وهو أعلى معدل وطني في هذا الصنف.
وبعدد يناهز 124.068 وحدة، تحتل جهة الشرق المرتبة الثانية وطنياً بعد جهة الدار البيضاء-سطات التي تصدرت بـ 132.660 وحدة، بينما حلت طنجة-تطوان-الحسيمة ثالثة بـ 99.707 وحدة.
هذا المعطى يعبّر عن خصوصية ثقافية واجتماعية في نمط العيش والتمثل المجالي للسكن في الجهة الشرقية.
طلب ضعيف على الأراضي.. والشرق في ذيل الترتيب
على خلاف الدينامية المسجلة في الطلب على السكن، تكشف الدراسة الوزارية عن ضعف كبير في الطلب على الأراضي بجهة الشرق. فبعد تحليل معطيات الطلب الوطني الذي يبلغ حوالي 400.000 وحدة، جاءت الجهة في المركز 11 من أصل 12، بمجموع لا يتجاوز 15.367 وحدة فقط.
وتتقدم جهة الشرق في هذا الجانب على جهة الجنوب (13.122 وحدة)، لكنها تتأخر عن بني ملال-خنيفرة (24.598 وحدة). ويُرجح أن يكون هذا الضعف مرتبطًا بتراجع المضاربات العقارية، أو محدودية القدرة الشرائية لدى الراغبين في التملك الفردي للأرض.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X