نائبة عن حزب الشعب في مليلية المحتلة: “الحكومة تصفق للمغرب وتخنق اقتصاد المدينة”

هبة بريس – محمد زريوح

شنّت النائبة عن حزب الشعب في مليلية، المحتلة سوفيا أسيدو، هجومًا لاذعًا يوم الإثنين 5 ماي 2025 على وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، متهمة إياه بـ”التفريط في مصالح المدينة لصالح المغرب، وتجاهل حقوقها الاقتصادية والتجارية.

وانتقدت أسيدو ما وصفته بـ”اللامبالاة” التي يُظهرها حكومة بيدرو سانشيز تجاه مليلية المحتلة ، مشيرة إلى أن مدريد “تكتفي بالتصفيق” لقرارات المغرب، دون أن تمارس دورها في حماية الحقوق والمصالح الإسبانية، وخاصة ما يتعلق بالجمارك التجارية ونظام عبور المسافرين على الحدود.

وعبّرت النائبة عن استيائها الشديد من مداخلة ألباريس الأخيرة في البرلمان الإسباني، والتي لم يخصص فيها سوى دقيقتين لقضايا الحدود في سبتة ومليلية، رغم تناوله لعشرة ملفات أخرى في كلمته. وقالت: “السيد ألباريس يرسم صورة خيالية للوضع، لكننا كساكنة مليلية نعيش الواقع اليومي للحدود ولا يمكن خداعنا.”

وأكدت أسيدو أن حزبها طالب مرارًا بعقد جلسة خاصة في البرلمان لمناقشة أزمة الجمارك ونظام عبور المسافرين، إلا أن الحكومة تجاهلت هذه المطالب بشكل متكرر.

وأضافت أن مليلية المحتلة تمر حاليًا بـ”أسوأ مرحلة في تاريخها” فيما يتعلق بالنشاط التجاري الحدودي، مشيرة إلى أن الحكومة تروج منذ عام 2021 لفكرة وجود “خارطة طريق” لتطبيع الوضع، دون أن يتحقق أي تقدم فعلي. وتابعت: “نعيش وضعًا تجاريًا هشًا، تحت شروط مفروضة من المغرب، ومن دون أي ضمانات قانونية، مما يمنع أي استثمار حقيقي في المدينة.”

كما وجهت النائبة سهام نقدها إلى مندوبة الحكومة الإسبانية في مليلية المحتلة، ووصفتها بأنها مجرد “مصفقة رسمية” لكل ما يصدر عن مدريد، حتى لو كان ذلك يضر بمصلحة المدينة.

ومن بين أكثر القضايا التي أثارت غضب سكان مليلية المحتلة، حسب أسيدو، استمرار إغلاق النظام الجمركي الخاص بالمسافرين من مليلية المحتلة نحو المغرب، معتبرة أن الحكومة سمحت للرباط بالتصرف بشكل أحادي في هذه المسألة. وقالت متسائلة: “لماذا علينا قبول هذا التهميش؟”

وشددت النائبة على أن احترام المغرب لسيادته أمر مشروع، لكن من واجب الحكومة الإسبانية حماية مصالح مواطنيها، خصوصًا في مناطق حساسة مثل سبتة ومليلية.

ورغم تأكيد الوزير ألباريس في مداخلته أن العلاقات مع المغرب “تمر بأفضل مراحلها”، فإن أسيدو تعتبر أن هذه “العلاقة الذهبية” لم تنعكس إيجابًا على أرض الواقع. وقالت: “لا الحدود استعادت نشاطها الطبيعي، ولا التجارة عبر الحدود تم إحياؤها.”

وختمت أسيدو بالقول: “مليلية تستحق أكثر من دقيقتين من اهتمام الحكومة. نحن لا نعارض قرارات المغرب على أرضه، لكننا نطالب الحكومة الإسبانية بتحمل مسؤولياتها كاملة في الدفاع عن مصالح مليلية الاقتصادية والتجارية.”



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى