ولاية الرباط تُجيز لشركة حفر باركينغ في الثانية ليلاً.. والساكنة بدون نوم إلى إشعار آخر

هبة بريس

يعاني سكان حي أكدال بالعاصمة الرباط من معاناة يومية لا تهدأ منذ انطلاق الأشغال المرتبطة بإنشاء موقف للسيارات بجوار مسجد بدر.

هذه الأعمال، التي تُنفذها شركة خاصة بتكليف من ولاية الرباط، تجاوزت كل حدود المعقول، خصوصًا بسبب استمراريتها خلال ساعات الليل المتأخرة، بل حتى في ساعات الفجر الأولى وعطلة نهاية الأسبوع، ما حوّل حياة المواطنين إلى جحيم يومي.

من يرضى بهذا العذاب الليلي؟

هل يقبل والي جهة الرباط سلا القنيطرة، السيد محمد اليعقوبي، أن يحظى بنوم هادئ بينما تُمنح التراخيص لشركات تقوم بالحفر في قلب الليل؟

هل يرضى مسؤول أن يُنتزع النوم من أطفال، مرضى، شيوخ، وعمال مجبرين على النهوض باكرًا، فقط لأن الشركة قررت أن تنجز مشروعها على حساب صحة وراحة الناس؟

فيديو يوثّق الفضيحة… و”هبة بريس” تتوصل بالشكاية منتصف الليل

توصلت جريدة “هبة بريس” في حدود الساعة الثانية صباحًا بشكاية مرفقة بمقطع فيديو، يُظهر آلة حفر ضخمة وهي تصدر ضجيجًا رهيبًا يشق سكون الليل ويدمّر أعصاب الساكنة. الصوت المرتفع وغير المعقول يوحي بغياب تام لأي مراقبة أو احترام لمعايير السلامة والصحة العمومية. لا يُعقل أن تستمر مثل هذه الأعمال في هذا التوقيت دون تدخل أو محاسبة!

شركة تتعامل بـ”احتقار” وغياب تام للتواصل

ويشير السكان في شكاية لهم أن ما يزيد الطين بلة، هو الأسلوب الذي تنهجه الشركة المنفذة، والتي تتعامل مع السكان كما لو أنهم غير موجودين، دون أي اعتبار لحقوقهم الأساسية. لا تُحترم مواعيد الأشغال، ولا يُراعى الحد الأدنى من راحة السكان، في تجاهل واضح لكل المعايير القانونية والإنسانية المتعلقة بالأشغال داخل المناطق السكنية.

نحن لسنا ضد التطوير… بل ضد الإهانة

كما يؤكد السكان أن اعتراضهم ليس على مبدأ إنجاز المشروع، فهم مع أي مبادرة تُسهم في تطوير الحي وتحسين بنيته التحتية، لكن ما يرفضونه هو طريقة التنفيذ التي تفتقر إلى أدنى درجات الإنسانية. بدل أن يكون المشروع خطوة نحو التقدم، أصبح رمزًا للإجهاد النفسي والجسدي، وسببًا رئيسيًا في تدهور جودة الحياة بالمنطقة.

صرخات ليلية لا تجد من يسمعها

رغم محاولات التواصل مع الجهات المعنية، فإن الردود تقتصر على عبارات من قبيل: “صبرو معنا”. لكن الحقيقة أن الأمر لم يعد يتعلق بالصبر، بل بحياة يومية غير مقبولة، تستوجب تدخلاً عاجلاً وفوريًا من السلطات المحلية، المنتخبين، والإعلام، وكل من له غيرة على كرامة الإنسان وحقه في الراحة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى