
وجدة توثق تراثها المعماري في إصدار علمي بدعم من ولاية جهة الشرق
هبة بريس – أحمد المساعد
قام خطيب الهبيل، والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد، يوم الأربعاء 23 يوليوز الجاري، بالتوقيع على كتاب “وجدة، دليل التراث المعماري”، وذلك خلال افتتاح فعاليات مهرجان الراي للشرق بدار السبتي. ويشكل هذا التوقيع لحظة رمزية هامة تعكس التزام السلطات المحلية بدعم مشاريع التوثيق الثقافي والحفاظ على التراث.
وابرز الوالي في كلمة تقديمية للإصدار، ان في مختلف أركان مدينتنا، وفي كل نقش أو جدار أو أثر، تسكن حكاية تختزل قرونًا من التاريخ، وتحمل في طياتها بصمات أجيال شيدت الأمس وأسست ملامح الحاضر. فالتراث، بما يزخر به من تجليات معمارية ومادية ورمزية، لا يُختزل في كونه ماضيًا يستحضر بفضول الباحثين، بل هو مكون أصيل من هويتنا الجماعية، ومرآة صادقة تعكس عمق انتمائنا وغنى روافدنا الحضارية المتعددة.
وأضاف الوالي، إن صون التراث لا يُعد مجرد التزام ثقافي فحسب، بل هو أيضًا تجسيد حي لروح المواطنة ومسؤولية جماعية تتقاسمها المؤسسات والهيئات وعموم أفراد المجتمع. وهي مسؤولية تترجم إلى مبادرات عملية وجهود توثيقية تروم الحفاظ على الذاكرة الحية ونقلها عبر الأجيال، لا بغرض الاستذكار فقط، بل من أجل الإلهام وبناء مستقبل يستلهم من الماضي أبعاده وقيمه.
واكد خطيب الهبيل كذلك في الإصدار ذاته، ان هذا العمل جاء نتيجة تعاون مثمر بين عدد من الفاعلين والمؤسسات، توحدت رؤاهم حول هدف نبيل: حفظ التراث المادي لمدينة عريقة وتقديمه في حلة تليق بمكانته التاريخية. وهو عمل يُعبر عن شغف صادق ووعي متزايد بأهمية هذا الموروث، ورغبة حقيقية في جعله حيًا في الوجدان، لا من خلال الحنين وحده، بل من خلال المعرفة والانخراط الفعلي في حمايته.
صباح حموتي، رئيسة مصلحة تتبّع الشؤون الثقافية والرياضية بولاية جهة الشرق، في كلمة بالمناسبة، اعتبرت أن الإصدار له أهمية ودلالات لإدماج البعد الثقافي في المسارات التنموية للجهة، كما يأتي هذا العمل التوثيقي نتيجة مبادرة علمية دقيقة شارك فيها باحثون أكاديميون ومهندسون وأطر من مختلف القطاعات المؤسساتية، حيث تم جرد حوالي 70 بناية ومعلمًا معماريًا، من بينها 19 بناية مصنفة كتراث وطني، ونحو 40 بناية أخرى في طور التقييم.
هذا الإصدار يحمل بين صفحاته صورًا ومعالم تنبض بجمال المكان وثراء الإنسان، ويمنح الاعتبار لفضاءات قد نمر بها مرارًا دون أن نلتفت لما تختزنه من رموز ودلالات، وفرصة لإعادة نسج الصلة بين الحاضر والماضي، حتى تبقى الذاكرة حية نابضة، ومنارة تهتدي بها الأجيال القادمة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X