
منصة مخزون الطوارئ بمراكش-آسفي.. صرح استراتيجي لتعزيز الأمن الإنساني بالمملكة
هبة بريس – محمد بودهان
في خطوة نوعية تعكس الرؤية الاستباقية للمملكة في تدبير الأزمات، تشهد جهة مراكش – آسفي إطلاق مشروع منصة مخزون الاحتياطات الأولية، الذي يُرتقب أن يُحدث تحولًا لوجستيًا في الاستجابة لحالات الطوارئ والكوارث الطبيعية أو البشرية.
يقع المشروع الجديد بمنطقة تامنصورت، شمال مدينة مراكش، على مساحة إجمالية تقدر بـ20.000 متر مربع، ويضم أربعة مستودعات كبرى بمساحة 5.000 متر مربع لكل منها، إلى جانب مرافق ملحقة تشمل مبنى إداريًا، وحدة اجتماعية مخصصة للموظفين، بئرًا مزودًا بخزان مائي، ومناطق خضراء مهيأة بعناية، في انسجام تام مع متطلبات الاستدامة والفعالية.
رُصد لإنجاز هذا المشروع غلاف مالي يناهز 132.4 مليون درهم، ويعد هذا المشروع جزءًا من البرنامج الوطني لإحداث 12 منصة جهوية مماثلة، خصصت لها الدولة ميزانية إجمالية تتجاوز 7 مليارات درهم، موزعة بين التشييد (حوالي 2 مليار درهم) وتوفير المعدات والاحتياطات (أكثر من 5 مليارات درهم).
تتوخى هذه المنصة ضمان تدخل ميداني فعال خلال أولى ساعات الكوارث، حيث ستُمكِّن من تعبئة الموارد والإمدادات داخل أجل لا يتعدى ست ساعات من وقوع الحدث، وتشمل المواد المخزنة آلاف الخيام، أغطية، أدوات طبخ، مولدات كهربائية، مستشفيات ميدانية، محطات معالجة المياه، وأدوية ومواد غذائية أساسية، بما يضمن التكفل الفوري بالمتضررين من الزلازل، الفيضانات، أو غيرها من الأزمات المفاجئة.
يأتي هذا المشروع الاستراتيجي بعد الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز سنة 2023، والذي أبان عن الحاجة الماسة إلى منظومة وطنية متكاملة للاستجابة السريعة والفعالة، وقد وجهت التعليمات الملكية السامية إلى وضع مخطط عمل عاجل، تُشكل هذه المنصات أحد ركائزه الأساسية، لما توفره من دعم لوجستي وتعبئة بشرية وتقنية فورية.
من شأن هذه المبادرة أن تُعزز صمود المملكة أمام مختلف التهديدات، وتُكرس دور الجهة كفاعل محوري في منظومة التدخل الوطني ، كما ستُسهم في تطوير كفاءات بشرية وتقنية متخصصة في إدارة الكوارث، وتحقيق تنمية مجالية قائمة على الوقاية والاستباق.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X