مليلية المحتلة تستنجد بأوروبا وتبحث عن استثمارات بديلة بعد قطيعة المغرب

هبة بريس – محمد زريوح

أعلن خوان خوسيه إيمبروضا، حاكم مليلية المحتلة، أن المدينة تمر بمرحلة إعادة هيكلة اقتصادية حاسمة بعد أن أدار المغرب ظهره لها بشكل كامل منذ إغلاق المعبر الجمركي في غشت 2018.

جاء ذلك خلال تصريح أدلى به، اليوم الخميس، بمدينة مالقة الإسبانية، حيث شدد على أن مليلية لم تعد تعتمد على التجارة مع المغرب، بل تتجه نحو الداخل الإسباني والأسواق الأوروبية لتعزيز اقتصادها.

وأضاف إيمبروضا أن المدينة المحتلة ، التي عاشت لقرون على التجارة الحدودية مع المغرب، تواجه اليوم تحدياً كبيراً يتمثل في ضرورة تغيير استراتيجيتها الاقتصادية.

وأوضح أن هذا التحول جاء بعد قطيعة غير معلنة فرضتها السياسات المغربية، ما دفع السلطات المحلية في مليلية إلى البحث عن بدائل تضمن التنمية المستدامة بعيداً عن الارتباط التقليدي مع المغرب.

تصريحات حاكم مليلية المحتلة جاءت خلال مشاركته في فعالية اقتصادية نظمتها مدينة مالقة تحت شعار “اكتشف مليلية، مكان للعيش والاستثمار”.

وأكد خلالها أن المدينة تسعى إلى استقطاب الاستثمارات الأوروبية، خاصة في مجالات التكنولوجيا والتعليم العالي والسياحة، بالاعتماد على نظام ضريبي مرن يوفر امتيازات هامة للمقاولين الراغبين في العمل بالمدينة.

وأشار إيمبروضا إلى أن ما حدث من الجانب المغربي كان بمثابة صدمة دفعت مليلية إلى “النظر إلى ذاتها” والاعتماد على قدراتها الذاتية.

وأضاف أن المدينة تسعى الآن إلى تعزيز علاقتها مع الداخل الإسباني وأوروبا باعتبارهما المجال الطبيعي للتحرك والنمو، مؤكداً أن مليلية لم تعد تنتظر أي شيء من المغرب.

في حديثه عن الفرص الجديدة، أوضح حاكم مليلية أن المدينة تستثمر اليوم في الابتكار والتكوين الجامعي، مشيراً إلى أن جامعة غرناطة تدعم العديد من المشاريع الأكاديمية في مليلية، بما في ذلك شعب متقدمة مثل علوم البيانات والذكاء الاصطناعي. وكشف أن الإدارة المحلية مستعدة لتغطية تكاليف التكوين لدعم أصحاب المشاريع الشباب وتعزيز الابتكار المحلي.

من جهة أخرى، أكد المسؤول أن السياحة أصبحت إحدى الركائز الاستراتيجية للمدينة في ظل زيادة عدد الزوار خلال العام الأخير.

وأوضح أن هذا النمو السياحي يتطلب تطوير البنية التحتية الفندقية وتحسين الخدمات السياحية، مما يعزز مكانة مليلية كوجهة سياحية بديلة في إسبانيا، خاصة في ظل غياب التعاون المغربي في هذا المجال.

لم يخف إيمبروضا امتعاضه من تأخر مدريد في منح مليلية صلاحيات موسعة تتيح لها التحرك بحرية لتنفيذ مشاريعها التنموية. وأوضح أن المدينة تحتاج إلى إصلاح جذري لنظامها القانوني حتى تتمكن من منافسة باقي الجهات الإسبانية في جذب الاستثمارات الأجنبية.

ودعا حاكم مليلية الحكومة المركزية إلى تبني رؤية أكثر مرونة لدعم المناطق الحدودية، معتبراً أن تعزيز الاقتصاد المحلي يتطلب سياسات تتجاوز البيروقراطية وتراعي خصوصية المنطقة. وأضاف أن الدفاع عن وحدة البلاد لا يكون بالشعارات فقط، بل عبر خلق فرص اقتصادية تضمن الاستقرار الاجتماعي.

في ختام حديثه، وجه إيمبروضا دعوة مباشرة للمستثمرين الإسبان والأوروبيين للقدوم إلى مليلية والمساهمة في إعادة بنائها اقتصادياً. وأكد أن المدينة مستعدة لتقديم جميع التسهيلات اللازمة لإنجاح المشاريع الجديدة، معتبراً أن تعزيز التنمية المحلية هو السبيل لضمان الاستقرار والوحدة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى