مدريد.. مظاهرة شعبية ضد سياسات حكومة بيدرو سانشيز ومطالب بانتخابات مبكرة

سعيد الحارثي – مدريد

شهدت العاصمة الإسبانية مدريد صباح الأحد مظاهرة كبيرة نظمها الحزب الشعبي المعارض احتجاجًا على سياسات حكومة بيدرو سانشيز، وما يعتبره الحزب تفككا للديمقراطية وتغولًا للفساد.

آلاف المواطنين احتشدوا في ساحة إسبانيا “plaza España” بالعاصمة مدريد رافعين الأعلام الوطنية، وسط شعارات تطالب بانتخابات مبكرة وتدين تحالف الحكومة مع ما وصفه الحزب بـ”الانفصاليين”، وهم الأحزاب التي تسعى إلى استقلال مناطق مثل كتالونيا والباسك عن إسبانيا، معتبرين أن هذه التحالفات تمثل تهديدًا لوحدة البلاد وتخدم أجندات تفكك الوطن.

رئيس الحزب، ألبرتو نونيث فيخو، ألقى خطابًا ناريا اتهم فيه سانشيز بخيانة الإرادة الشعبية، مؤكدًا أن ما يقوم به لا يُعبّر عن نتائج صناديق الاقتراع، ودعا إلى ثورة مدنية هادئة تستعيد المؤسسات وتحمي الدستور ، ورغم دعوته لعدم رفع شعارات حزبية، بدت هوية الحزب واضحة في وجوه الحشود وخطابات قادته.

رئيسة إقليم مدريد، إيزابيل دياز أيوسو، ذهبت إلى أبعد من ذلك، معتبرة أن إسبانيا تتجه نحو نموذج ديكتاتوري ناعم، محذرة من صمت المؤسسات أمام ما وصفته بتنازلات خطيرة لأطراف قومية متطرفة. أما عمدة مدريد، خوسيه لويس ألميدا، فقد استخدم لغة أكثر حدّة، حين شبّه سانشيز بزعيم مافيا يقود الدولة نحو الفوضى.

الحكومة لم تتأخر في الرد، وسخرت من الحشد ووصفت المظاهرة بأنها محاولة يائسة لحشد الشارع دون نجاح فعلي. متحدث باسم الحزب الاشتراكي قال إن “حفلاً موسيقيا كان ليجذب عددًا أكبر”، في إشارة إلى ما اعتبروه فشلًا تعبويا للمعارضة.

ورغم اختلاف الأرقام حول عدد المشاركين، إلا أن المؤكد هو أن هذا المشهد يعكس تصاعدًا واضحًا في حدة المواجهة بين الحكومة والمعارضة، وعودة الشارع ليكون ساحة صراع سياسي مباشر. المظاهرة لن تغير موازين السلطة في المدى القريب، لكنّها تكشف عن أزمة ثقة آخذة في التوسع بين المجتمع ومؤسساته، في بلد طالما تفاخر بنموذجه الديمقراطي



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى