
مدريد.. تمتيع الشرطي قاتل الشاب المغربي بالسراح المؤقت والأسرة تستنجد بالدبلوماسية المغربية (فيديو)
سعيد الحارثي – مدريد
في تطور مثير للجدل ضمن قضية مقتل شاب مغربي خنقًا على يد شرطي إسباني في مدينة توريخون دي أردوز، قررت السلطات القضائية الإسبانية، مساء اليوم الخميس، تمتيع الشرطي المتهم بالسراح المؤقت مع سحب جواز سفره، في انتظار استكمال مجريات التحقيق.
القرار أثار صدمة عميقة وغضبًا في صفوف أسرة الضحية، التي اعتبرته “إهانة لكرامة كل مغربي”، و”تطبيعًا مرفوضًا مع العنف المفضي إلى الموت”.
وتعود فصول القضية إلى مساء الثلاثاء الماضي، حين تعرض شاب مغربي يبلغ من العمر حوالي 35 عامًا للخنق حتى الموت، بعد أن أوقفه شرطيان كانا يسيران بزي مدني، وقام أحدهما بتثبيته أرضًا عبر تقنية “الخنق الخلفي” المعروفة في الأوساط الأمنية باسم “الماتاليون”. وعلى الرغم من محاولات الإنقاذ التي استمرت قرابة نصف ساعة، أُعلن عن وفاته في مكان الحادث.
وقد تأكد أن الفاعل في هذه الحادثة هو شرطي بلدي تابع لشرطة مدريد، كان خارج أوقات الدوام الرسمي وقت التدخل، وكان مرفوقًا بزميله المتقاعد.
وتُظهر تسجيلات مصورة وثّقها بعض المارة بهواتفهم أن الشرطيين كانا في حالة سُكر طافح لحظة الحادث، وهو ما يُثير تساؤلات جدّية حول مدى أهليتهما للتدخل واستعمال القوة في تلك الظروف
رغم هذه المعطيات المثيرة للقلق، قرر قاضي التحقيق تمتيع الشرطي المتورط بالسراح المؤقت في انتظار صدور نتائج التشريح الطبي، مع سحب جواز سفره. قرار لم يُقنع أسرة الضحية، التي اعتبرته “استهتارًا بحياة إنسان” و”تمييعًا لفعل مميت ارتُكب خارج أي إطار قانوني أو مهني”.
هذا القرار أثار غضبًا عارمًا لدى أسرة الضحية، التي عبّرت عن رفضها القاطع لهذا التوجه القضائي. وفي تصريح مؤثر لهبة بريس ، قالت شقيقة الفقيد: “أخي قتل خنقًا في الشارع على يد رجل أمن، والعدالة تُطلق سراح القاتل؟ أين الكرامة؟ نطلب تدخل جلالة الملك نصره الله، وسفيرة جلالته في مدريد، لإنصافنا كمغاربة وكبشر.”
من جهتها، عبّرت القنصلية العامة للمملكة المغربية في مدريد عن اهتمامها الكبير بالقضية، مؤكدة أنها طلبت توضيحات رسمية من السلطات الإسبانية بشأن الملابسات الدقيقة للوفاة، ومدى احترام الضوابط القانونية خلال التدخل الأمني الذي انتهى بمصرع الشاب.
كما أكدت القنصلية أنها تتابع التحقيقات بشكل لصيق، وتضع نفسها رهن إشارة العائلة لتقديم كل أشكال الدعم القانوني والإنساني الممكنة، إلى حين كشف الحقيقة كاملة وضمان الإنصاف.
وفي الوقت الذي تتسع فيه رقعة الغضب وسط الجالية المغربية المقيمة بمدريد، والتي ترى في هذه الحادثة تحديًا خطيرًا لمبادئ العدالة والمساواة أمام القانون، خاصة في ظل تساهل محتمل مع استخدام القوة المفرطة أثناء التوقيف.
كما يتم التداول على نطاق واسع لدعوات لتنظيم وقفات احتجاجية سلمية في مدريد، تضامنًا مع أسرة الفقيد، وتنديدًا بما وصفوه بـ”قرار قضائي جائر يفقد ثقة المغاربة في العدالة الإسبانية”.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X