مثير للسخرية.. الجزائر تلوّح بخفض حصص الفرنسية في الابتدائي ردًّا على قرارات ماكرون

هبة بريس

من يراقب الضجيج الإعلامي والتهويل الدعائي الذي تفتعله الجزائر ضد فرنسا هذه الأيام، قد يظن أن قصر المرادية يستعد لإعلان حرب طاحنة على “الشانزليزيه”، لكن كل ذلك الجبل الإعلامي لم يلد سوى فأر هزيل.

فأقصى ما أفرزته حماسة “المعركة” لم يتعدَّ تعليمات شفوية ضعيفة، موجَّهة إلى المدارس، بعدم الشروع في إعداد جداول الموسم الدراسي 2025-2026، في انتظار قرار وزارة التربية الوطنية بشأن إعادة توزيع ساعات تدريس اللغات الأجنبية.

ولعل من يصدق هذه المسرحية قد يتوهم أن الجزائر عازمة على اقتلاع اللغة الفرنسية من جذورها، انتقامًا من باريس، لكن الحقيقة ــ إن حصل أي تغيير ــ لا تتجاوز خصم ساعة يتيمة من الفرنسية لصالح الإنجليزية، إرضاءً لذوق ترامب.

هذا “القرار” لم يُعلن رسميًا بعد، والأرجح أنه لا يعدو كونه محاولة لجس النبض، أو مناورة نفسية باهتة في مواجهة ماكرون، الذي لا يتردد في توجيه الصفعات السياسية للجزائر بشكل مباشر وواضح.

وعلى الأرض، فإن ما يُتداول في أروقة مديريات التربية بالجزائر لا ينبئ بأي تحوّل جوهري في سياسة تعليم اللغات بالطورين الابتدائي والمتوسط، إذ لا مؤشرات على أن الدولة جادة في تقليص نفوذ الفرنسية لصالح لغات حية مثل الإنجليزية أو الإسبانية أو الصينية.

بل إن دوائر القرار مترددة حتى في اتخاذ هذه الخطوة الرمزية، والدليل أن لا شيء ملموسًا ظهر للعلن، عدا تلك التعليمات الشفوية الموجهة لمفتشي التعليم الابتدائي، بعدم المصادقة على أي جدول زمني قبل صدور منشور وزاري رسمي يحدد تفاصيل القرار ويضبطه بشكل قاطع.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى