ماديرا.. جزيرة الأحلام “الخضراء” التي فتحت حدودها للمغاربة ب600 درهم فقط

ياسين الضميري من ماديرا

بين مياه المحيط الأطلسي الصافية و الجبال الخضراء الشامخة، تلمع جزيرة ماديرا كجوهرة طبيعية تسحر كل من تطأ قدماه أرضها.

هذه الجزيرة البرتغالية السيادة، القريبة جغرافيا من المغرب، حوالي 580 كيلومترا فقط غرب أسفي، التي تعرف بـ”حديقة الأطلس”، ليست مجرد وجهة سياحية فحسب، بل تجربة متكاملة تجمع بين الطبيعة البكر، الثقافة الغنية، والضيافة الدافئة.

شواطئ ماديرا تمتاز بسحرها الخلاب ومياهها الفيروزية، لتوفر لمحبي البحر والسباحة تجربة استجمام لا مثيل لها.

أما المناظر الجبلية الخلابة فتجعل من ماديرا جنة لعشاق المشي والتسلق، حيث المسارات الطبيعية المدهشة التي تعرف بـ”ليفادا” وسط الغابات الخضراء و الشلالات المنهمرة من كل مكان.

الجديد اليوم أن ماديرا أصبحت أقرب إلى المغاربة من أي وقت مضى، بفضل خط جوي مباشر من مدينة مراكش، شركة Binter Canarias، الرائدة في الربط بين الجزر، فتحت أبواب ماديرا أمام المسافرين المغاربة لاكتشاف هذه الجوهرة بسعر لا يصدق.

ثمن التذكرة يبدأ من 600 درهم فقط، أي أقل من كلفة رحلة إلى بعض المدن المغربية في موسم الذروة، قد لا يصدق عقلكم هذا، لكن نعم يمكن زيارة ماديرا عبر خطوط binter Canarias فقط بهذا المبلغ.

الرحلة قصيرة ومريحة عبر خطوط هاته الشركة، تجعل الوصول إلى واحدة من أجمل جزر أوروبا أكثر سهولة و ودا مما اعتدنا عليه.

عند الوصول لماديرا، يستقبلك مطار كريستيانو رونالدو الدولي، معلمة سياحية بحد ذاتها تحمل إسم إبن ماديرا الأشهر، هنا حيث تجد رونالدو في كل مكان، و قبل ذلك في قلوب الماديريين الذين يعتبرونه رمزا مقدسا.

هذا المطار العصري يعتبر بوابة مشرقة للجزيرة، مجهز بكل الخدمات التي تسهل بداية رحلتك، مطار قد يبدو حجمه صغيرا لكنه يستقبل يوميا عشرات الرحلات من مختلف بقاع العالم، و مراكش واحدة منها.

ماديرا.. جزيرة الأحلام "الخضراء" التي فتحت حدودها للمغاربة ب600 درهم فقط

وراء هذه التجربة المتميزة يقف مكتب السياحة في ماديرا، الذي يسهر على توفير كل ظروف الراحة لملايين السياح.

المكتب يعمل باستمرار على الترويج للجزيرة وتنويع أنشطتها، مع الحرص على جعل الخدمات السياحية في متناول الجميع.

بفضل هذا المكتب النشيط، باتت ماديرا وجهة مفضلة للملايين من عشاق الطبيعة، الثقافة، والمغامرة من مختلف أنحاء العالم، علما أن عملا كبيرا أنجز في السنوات الأخيرة في الجزيرة على مستوى البنية التحتية التي أضحت جد متطورة و بالأخص التنقل و تشييد الأنفاق و القناطر و الطرقات.

الإقامة في ماديرا لا تقل روعة عن المناظر، حيث تنتظرك فنادق عصرية متنوعة و مختلفة، مثل Alto Lido Hotel، هذا الفندق الذي يجمع بين الراحة الحديثة والديكور المستوحى من تاريخ الجزيرة، مع إطلالات مباشرة على المحيط.

ماديرا.. جزيرة الأحلام "الخضراء" التي فتحت حدودها للمغاربة ب600 درهم فقط

أسعار الفنادق في ماديرا تبقى في متناول السياح مقارنة بأوروبا الغربية، حيث يمكن حجز غرفة فاخرة بما لا يتجاوز كلفة فندق متوسط في الدار البيضاء.

أما الطعام، فهو تجربة قائمة بذاتها، ماديرا تعرف بمطاعمها المتنوعة التي تقدم أشهى الأطباق التقليدية، من أبرزها مطاعم مثل Three House، حيث تلتقي الأجواء العصرية بنكهات البحر المتوسط، هنا في هذا المطعم المبتكر يمكن تجربة عديد المأكولات التي تطبخ أمام طاولتك مباشرة.

هناك أيضا مطاعم تستحق تجربة الأكل الماديري فيها، مثل مطعم O Recanto، الوجهة المثالية لتذوق أطباق السمك الطازج وسط أجواء عائلية دافئة، أما لعشاق المأكولات البحرية، فيعد Akua Restaurant محطة أساسية لا يجب إغفالها، بفضل أطباقه المبتكرة وإطلالته الرائعة.

أما محبو الأطباق التقليدية، فلن يخيب ظنهم في مطعم Jaket، حيث تقدم أطباق ماديرية أصيلة، فضلا على تجربة أخرى لا يجب تفويتها و هي العشاء في Design Center Nini Andrade Silva، الذي يجمع بين التصميم المعاصر وفن الطهي الراقي و التاريخ العريق، هذا المطعم الذي كان عبارة عن قلعة عسكرية قبل أن يتحول لأحد أشهر مطاعم ماديرا و أكثرها رقيا.

ماديرا.. جزيرة الأحلام "الخضراء" التي فتحت حدودها للمغاربة ب600 درهم فقط

هذه المطاعم تقدم أطباقا تقليدية من قبيل “إسبادا كوم بانانا” و هو طبق سمك السيف مع الموز و الفواكه الاستوائية، و لحوم مشوية بأسلوب ماديري خاص.

الأسعار في مطاعم ماديرا تبقى معقولة جدا، وأحيانا أرخص من بعض المدن السياحية المغربية مثل أكادير أو طنجة.

الأنشطة في ماديرا تلبي مختلف الأذواق، بدءا من رحلات الاستكشاف في سيارات رباعية الدفع، خدمة تقدمها عديد الوكالات و أبرزها Green Devil Safari، مع مرافقين يتكلمون جميع لغات العالم، هذه الجولات تكشف عن أعماق الجزيرة الجبلية، من القرى الصغيرة إلى المنحدرات الشاهقة المطلة على البحر.

أما لمحبي البحر، فيمكن القيام برحلات بحرية مع عديد اليخوت و القوارب الصغيرة، و من أهمها VMT، لمشاهدة الدلافين والحيتان بشكل مباشر و مقرب في بيئتها الطبيعية.

ماديرا.. جزيرة الأحلام "الخضراء" التي فتحت حدودها للمغاربة ب600 درهم فقط

هذه التجربة تعتبر من أكثر الأنشطة جذبا للزوار، حيث تلتقي الحياة البحرية مع جمال الأفق، و كل هذا بسعر رخيص في متناول جميع الزوار، و هذا ما يجعل القيام بعديد الأنشطة المميزة في جزيرة ماديرا أمرا متاحا للعموم.

بعد جولة البحر، يمكن للزوار الاستمتاع بجولة حرة في عاصمة الجزيرة فونشال، المدينة تزخر بأسواق تقليدية مثل “ميركادو دوس لافادوريس”، حيث الفواكه الاستوائية والأسماك الطازجة و المحلات التي تبيع التذكارات و منتوجات الجزيرة.

كما يمكن أيضا زيارة حدائق النباتات الغنية بأنواع نادرة من الورود والأشجار القادمة من مختلف أنحاء العالم، أما عشاق المرتفعات فقمة “بيكو دو أرييرو” تمنح منظرا لا يضاهى لشروق الشمس فوق الغيوم.

مسارات “ليفادا” بدورها تتيح نزهات ممتعة وسط الغابات والشلالات، وهي مثالية لمحبي المشي في الطبيعة، و هناك أيضا “التيليفريك” الذي يعتبر من أبرز الأنشطة التي يمكن القيام بها هنا، فضلا على تجربة العربات المتزحلقة” كاريروس” من أعلى الجبل.

ماديرا.. جزيرة الأحلام "الخضراء" التي فتحت حدودها للمغاربة ب600 درهم فقط

ما يميز ماديرا أيضا هو مناخها المعتدل طيلة السنة، و هو ما يجعلها وجهة مناسبة في الصيف كما في الشتاء، الأمن و الأمان عنصر آخر يطمئن السياح، حيث تعتبر الجزيرة من بين أكثر الوجهات الأوروبية أمنا.

سكان ماديرا معروفون بلطفهم واستعدادهم الدائم لمساعدة الزوار بابتسامة صادقة، هذه العوامل مجتمعة تجعل الجزيرة خيارا مناسبا للعائلات، الأزواج، وحتى رحلات الأصدقاء.

مقارنة بوجهات أوروبية كبرى مثل إسبانيا أو إيطاليا، تبقى كلفة المعيشة في ماديرا أرخص بكثير، بل إن بعض السياح يؤكدون أن قضاء عطلة في ماديرا قد يكون أقل كلفة من الإقامة في بعض المنتجعات المغربية.

باختصار، ماديرا ليست مجرد وجهة سياحية، بل جزيرة للأحلام، حيث يلتقي الجمال الطبيعي بالضيافة والأسعار المناسبة، وكل ذلك أصبح اليوم في متناول المسافر المغربي.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى