
كثرة السدود الأمنية .. هل حان الوقت لربط مدينة السعيدية بطريق سيار؟
هبة بريس
تُعتبر مدينة السعيدية من أبرز الوجهات الساحلية بالمغرب، خاصة خلال فصل الصيف، حيث تستقطب الآلاف من الزوار من مختلف مناطق المملكة. غير أن التوافد الكبير يصطدم بواقع مرير يعيشه المسافرون: كثرة السدود الأمنية، الازدحام الطرقي، وتعقيدات الوصول.
المواطنون القادمون من غرب ووسط المغرب يجدون أنفسهم في رحلة طويلة ومرهقة نحو مدينة يفترض أن تكون جاهزة سياحيًا لاستقبالهم. سواء مرّوا عبر وجدة–أحفير–السعيدية، أو عبر تافوغالت–بركان–السعيدية، فالرحلة تتعدى الساعة والنصف ، رغم أن المسافة بين بعض النقاط لا تتجاوز نظريًا 60 كلم.
وعوض أن يكون التحدي الوحيد هو طول المسافة، تُضاف كثرة السدود الأمنية (سطريت) إلى المعاناة. فرغم تفهم المغاربة للإجراءات الأمنية، فإن المقارنة مع دول أوروبية تبقى حاضرة دائمًا: كيف يُمكن قطع آلاف الكيلومترات في أوروبا دون التوقف كل 20 أو 30 كيلومترًا؟ نعم، حتى في أوروبا هناك سدود أمنية، لكنها تكون مؤقتة وحسب الضرورة الأمنية، وليست دائمة أو متكررة في نفس المحور.
رغم المجهودات، خصوصًا على مستوى توسعة الطرق الرابطة بين وجدة والسعيدية عبر احفير وبين السعيدية و مدخل الطريق السيار عيون الشرقية عبر بركان ، إلا أن الإقبال الكبير على السعيدية يجعل هذه الحلول غير كافية.
مقترح استراتيجي: ربط السعيدية بطريق سيار مباشر
بناء على تحليل بسيط، يظهر أن أقرب نقطة من الطريق السيار نحو السعيدية لا تبعد سوى بـ80 كيلومتر تقريبًا. حتى لو أضافت الدراسات بعض الكيلومترات بسبب تضاريس أو انحرافات، فالطول سيبقى في حدود 100 كلم، وهي مسافة معقولة جدًا لإنجاز طريق سيار.
هذا الطريق السيار لن يكون فقط حلاً لزوار السعيدية، بل سيشكّل رئة اقتصادية جديدة تربط: السعيدية مباشرة بالطريق السيار وجدة – فاس – الرباط مدن زايو، رأس الماء، بركان، حاسي بركان، أركمان، وحتى الناظور, وبالتالي سيتحوّل الشرق المغربي إلى شبكة طرقية متكاملة، تُخفف الضغط، وتفتح أبواب الاستثمار السياحي والاقتصادي.
الربح الزمني والاقتصادي
هذا المشروع قد يقلّص المسافة بين الرباط والسعيدية بساعة ونصف مقارنة بالمسار الحالي، ويُشجّع عددا أكبر من العائلات على التوجه إلى السعيدية عوض تغيير الوجهة نحو مدن ساحلية أخرى.
ومن شأنه أن يعزز جاذبية المنطقة للسياح المغاربة والأجانب, ربط الاقتصاد الساحلي بالداخلي, توزيع الضغط السياحي بين المدن
الى ذلك, ففي الوقت الذي تفكر فيه الحكومة في فك العزلة عن العالم القروي، فإن مشروعًا مثل الطريق السيار نحو السعيدية هو فك للعزلة السياحية عن منطقة بأكملها، وتحويل للشرق من ممر إلى وجهة بامتياز.
فهل نرى هذا المشروع يُطرح للدراسة قريبًا؟ فكرة بسيطة اليوم، قد تصبح شريانًا حيويًا للغد.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X