
فالنسيا.. الشرطة تواجه رجال الإطفاء في احتجاج غير مسبوق.. من يدفع ثمن قرارات السياسيين؟
عمر الرزيني-مكتب برشلونة
شهدت مدينة فالنسيا الإسبانية صباح اليوم مشاهد استثنائية، بعدما اندلعت مواجهات بين قوات الشرطة ورجال الإطفاء، خلال مظاهرة احتجاجية نظّمها هؤلاء الأخيرون أمام مقر الحكومة الجهوية للمطالبة بتحسين ظروف عملهم وتنديدًا بما وصفوه بـ”تجاهل سياسي ممنهج” لمطالبهم.
الاحتجاج، الذي بدأ سلميًا، سرعان ما تحول إلى لحظة توتر حين حاولت الشرطة تفريق المتظاهرين بالقوة، وهو ما قوبل بغضب واستياء شديدين من رجال الإطفاء الذين يعتبرون أنفسهم في “الصفوف الأمامية لخدمة الوطن”، لا خصومًا للسلطة.
رجال الإطفاء في فالنسيا يطالبون منذ شهور بـتعزيز الموارد البشرية، بعد تقليص أعدادهم رغم تزايد الأخطار المناخية والحرائق الموسمية و مراجعة الأجور والتعويضات مع توفير وسائل حماية حديثة أثناء التدخلات.
لكن هذه المطالب، وفق تصريحات بعضهم، قُوبلت بلامبالاة من المسؤولين المحليين والجهويين، الأمر الذي زاد من شعورهم بالإحباط، ودفعهم إلى النزول للشارع.
الحادث يعكس أزمة ثقة متفاقمة بين الفئات التي تخدم المجتمع، مثل رجال الإطفاء، وبين الطبقة السياسية التي يُنظر إليها على أنها بعيدة عن الواقع الميداني.
ويرى مراقبون أن ما حدث اليوم في فالنسيا ليس مجرد “احتكاك أمني”، بل صورة مصغرة لغضب اجتماعي أكبر، يُعبّر عنه العمال والموظفون في قطاعات حيوية، يشعرون بأنهم تُركوا لمصيرهم، في ظل تقشف إداري وقرارات سياسية لا تأخذ بعين الاعتبار التضحيات اليومية لهؤلاء.
المواجهة في فالنسيا اليوم قد تكون لحظة عابرة، لكنها تُخفي وراءها نارًا مشتعلة من الغضب المهني والاجتماعي… نارٌ لن تُطفأ إلا بالحوار، والعدالة، واحترام من يخدمون البلاد بصمت كل يوم
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X