حرب السلع المقلدة ..جمارك المغرب تطيح بمليوني قطعة مهربة من الصين

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

شهدت التحقيقات الأخيرة التي قامت بها إدارة الجمارك المغربية تطورًا لافتًا، حيث بدأت تتكشف خيوط معركة صامتة بين مهربين كبار متخصصين في تهريب السلع المقلدة من الصين إلى المغرب، عبر الثغرات التي استغلها هؤلاء للتسلل بمنتجات غير قانونية إلى الأسواق المحلية.

هذه التحقيقات تتواصل في إطار إجراءات مكثفة لمكافحة هذه الظاهرة التي تهدد الاقتصاد الوطني، والتي تمحورت حول محاربة دخول سلع مقلدة إلى الأسواق، مما يهدد صحة المستهلكين ويضر بالصناعة الوطنية.

– تحقيقات تفضح التلاعبات والتسريب عبر الحدود

بدأت إدارة الجمارك المغربية في فحص وتحليل الفيديوهات التي نشرها مغاربة في الخارج، والتي توثق وجود حرب بين المهربين الكبار، معلومات تشير عن نشوب حرب خفية بين تجار كبار قد تكون سببا رئيسيا في ازدياد تهريب السلع المقلدة إلى الأسواق المغربية.

وتشير التحقيقات إلى أن هناك ثغرات كبيرة في نظام المراقبة على الحدود، الأمر الذي ساعد هؤلاء المهربين على تمرير كميات ضخمة من السلع المقلدة عبر الموانئ والمطارات المغربية.

– سلع مقلدة في أسواق الدار البيضاء والمدن الكبرى

وفقًا للتقارير، فقد تم عرض هذه السلع المقلدة في أسواق محلية شهيرة، كان أبرزها الأسواق في مدينة الدار البيضاء، ومن ثم انتشرت إلى مدن مغربية أخرى، مما أسفر عن رواج غير قانوني لهذه السلع التي تتراوح بين الأجهزة الإلكترونية، الملابس، والإكسسوارات.

بينما كان المستهلكون يتعاملون مع هذه السلع على أنها أصلية، كانت في الحقيقة مقلدة، مما يزيد من حجم الأضرار الاقتصادية.

– رقابة مشددة: ميناء طنجة ومطار محمد الخامس في دائرة الضوء

لتفادي هذا التهريب، قررت السلطات المغربية تكثيف الرقابة على الحدود، خاصة في ميناء طنجة، ميناء الدار البيضاء، ومطار محمد الخامس الدولي. هذه الخطوة جاءت في إطار تعزيز التدابير الأمنية لمكافحة التهريب، خاصة مع تزايد التقارير التي تشير إلى تلاعبات واسعة في الفواتير الجمركية والإعلانات المضللة التي تسهل دخول السلع المقلدة.

– التحقيقات تكشف تلاعبات جمركية

وفي تحقيقات جديدة، تبين أن المهربين استخدموا تلاعبات في الفواتير الجمركية والتصريحات التي يتم تقديمها إلى الجمارك، لتسهيل تمرير السلع المقلدة دون إثارة الشكوك.

وتسلط هذه التلاعبات الضوء على عيوب في النظام الجمركي وضرورة تحديثه لضمان أفضل مستويات الأمان والتفتيش.

– منصات التواصل الاجتماعي: أداة جديدة للمراقبة

في إطار محاربة هذه الشبكات المعقدة، قام مراقبو الجمارك باستخدام منصات التواصل الاجتماعي، مثل “تيك توك”، لتتبع آثار المهربين والمشاركة في حرب إعلامية ضد هؤلاء المتاجرين. من خلال هذه الأدوات الحديثة، تمكنت الجمارك من جمع معلومات دقيقة حول طرق التهريب وأساليب التجار، مما أسهم في كشف عمليات التهريب وأدى إلى إحباط العديد من المحاولات.

– حجز مليونين قطعة مقلدة

وفي نهاية المطاف، أسفرت هذه التحقيقات المعمقة عن نتائج ملموسة، حيث تمكنت إدارة الجمارك من حجز ما يقارب مليونين قطعة مقلدة خلال السنة الماضية. هذا الإنجاز الكبير يعد شهادة على نجاح التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية، ويعكس التزام المغرب المستمر في مكافحة ظاهرة تهريب السلع المقلدة.

– الآفاق المستقبلية

لا شك أن هذه التحقيقات تعكس أهمية مكافحة تهريب السلع المقلدة ليس فقط لحماية الاقتصاد المغربي، بل أيضًا لصحة المستهلكين وحماية حقوق الشركات الوطنية التي تواجه تحديات كبيرة بسبب هذه التجارة غير القانونية. بينما تواصل السلطات جهودها في تعزيز المراقبة على الحدود، يبقى دور المجتمع المدني والإعلام في تسليط الضوء على هذه الظاهرة أمرًا حيويًا للمساعدة في القضاء على هذه الآفة بشكل نهائي.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى