
بين الطاجين والديكور المغربي.. كريم الريفي يجمع بين التراث المغربي والنجاح في المهجر
هبة بريس – محمد زريوح
في إطار سلسلة “الطيور المغربية المغردة بديار المهجر”، نقف عند تجربة مغربية مميزة عنوانها الوفاء للأصل والاعتزاز بالهوية، بطلها هذه المرة هو السيد كريم الريفي، ابن مدينة الناظور، الذي بصم مساراً ناجحاً في مجال المطاعم والتجارة بمدينة نيرخا، الوجهة السياحية الشهيرة بجنوب إسبانيا.
منذ سنوات، راهن كريم الريفي على المطبخ المغربي كجسر للتعريف بالثقافة المغربية. فأسس مطعم “الرياض”، الذي لم يكن بالنسبة له مجرد مشروع تجاري، بل مساحة صغيرة تحمل عبق الوطن. داخل جدرانه تنبعث رائحة الطاجين، ويُقدَّم الكسكس المغربي الأصيل، وتُروى حكاية الأكلات التقليدية التي ورثها عن أجداده. وبذلك صار مطعمه وجهة يقصدها الإسبان والسياح الأجانب للتعرف على المغرب عبر نكهاته وأطباقه.
لكن طموح كريم لم يقف عند حدود المطبخ، بل امتد ليشمل تجارة الجلد المغربي القادم من فاس، العاصمة الروحية والصناعية للمغرب التقليدي. وهو يؤكد بذلك على أن المغرب بالنسبة له ليس فقط موطن الميلاد، بل منبع إلهام وهوية واعتزاز.
وإلى جانب مطعمه ومشاريعه في تجارة الجلد، يتوفر كريم الريفي أيضاً على محلات للديكور المغربي والمنتوجات التقليدية، حيث يعرض تحفاً فنية وأثاثاً تقليدياً وأكسسوارات تعكس التراث المغربي الأصيل. من الفسيفساء المزخرفة إلى الصناديق الخشبية المصنوعة يدوياً، يتيح كريم لزواره فرصة التعرف على فنون وحرف المغرب التي تمتد جذورها عبر قرون. هذه المبادرة ليست مجرد نشاط تجاري، بل رسالة واضحة عن اعتزازه بالهوية المغربية ورغبته في مشاركة جمال ثقافة بلده مع العالم، لتبقى أصالة المغرب حاضرة في كل ركن من نيرخا الإسبانية.
وفي كل محطة من محطات مساره، يؤكد كريم الريفي أنه ابن المغرب أولاً، وأنه يعتبر نفسه سفيراً غير رسمي لوطنه أينما حل وارتحل. فنجاحه في المهجر لم يزده إلا تعلقاً بجذوره الناظورية والمغربية، ويحرص على أن ينقل تلك القيم لأبنائه ولزبنائه عبر كل طبق، وكل منتج، وكل كلمة.
قصة كريم الريفي هي قصة كل مغربي مغترب يحمل وطنه في القلب قبل الجيب، ويؤمن أن المغرب لا يُختصر في الحدود الجغرافية، بل هو ذاكرة وهوية وحب أبدي.
رسالة للشباب المغربي: قصة كريم الريفي تذكر كل مغربي شاب أن الإصرار على النجاح، والاعتزاز بالهوية، والتمسك بالجذور، يمكن أن يفتح أبواباً للعالم بأسره. المغرب في قلوبكم، وطموحكم هو جواز سفركم نحو العالمية. من رحم الوطن يولد النجاح، ومن جذوره تنبت الفرص، فلتكن تجربته مصدر إلهام لكل من يحلم بأن يرفع اسم المغرب عالياً في كل ركن من أركان العالم.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X