المزاح يثير الضجة في الناظور.. فاكهة شعبية تتحول إلى ترف موسمي

هبة بريس – محمد زريوح

وسط الطبيعة الخضراء لزكزل، التابعة لإقليم بركان، يعيش موسم “المزاح” أزهى فتراته، حيث تتكدس الأسواق بكميات وفيرة من هذه الفاكهة المحلية. إلا أن هذا الموسم المميز يقابله ارتفاع ملحوظ في الأسعار، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول التناقض بين كثافة العرض وتزايد الثمن.

وعلى الرغم من مكانتها المرموقة بين الفواكه الموسمية، فإن “المزاح” لا يحظى بحملات تسويق تُوازي جودته، مما يجعله غائباً عن الإعلام مقارنة بفواكه أخرى. ومع ذلك، فإن مذاقه الفريد وفوائده الصحية يضمنان له إقبالاً مستمراً من قبل المستهلكين، حتى في ظل ارتفاع أسعاره في مناطق إنتاجه.

غير بعيد عن هذه الحقول، وفي قلب مدينة الناظور، تفاجأ السكان بوجود نفس الفاكهة بأسعار مضاعفة. حيث لوحظ بيع علبة صغيرة تحتوي على 2.5 كلغ بـ70 درهماً، أي ما يعادل 28 درهماً للكيلوغرام الواحد، وهو رقم يطرح علامات استفهام حول أسباب هذا الفارق الكبير بين نقطتي الإنتاج والاستهلاك.

هذا الارتفاع الصاروخي في الثمن لم يمر مرور الكرام، إذ عبرت ساكنة الناظور عن امتعاضها من هذه الأسعار، خصوصاً أن المسافة بين المدينتين قصيرة ولا تبرر هذا الارتفاع. الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون: هل الأمر يتعلق بسمسرة خفية أم بضعف في الرقابة على الأسواق؟

وفي خضم هذه التساؤلات، يتحدث بعض المتابعين عن احتمال وجود مضاربات من قبل وسطاء يعمدون إلى رفع الأسعار بشكل مصطنع، مستغلين غياب التسقيف ومحدودية الرقابة. في حين يحمّل آخرون المسؤولية لتقصير الجهات المسؤولة في مراقبة مسالك التوزيع وضبط الأسعار.

ختاماً، يتجدد مطلب تدخل السلطات لتقنين مسارات البيع وضمان عدالة الأسعار بين مختلف الأقاليم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها فئات واسعة من المواطنين. فبين غلاء الفواكه الموسمية وغياب التدخل، تظل “المزاح” رمزاً لمفارقة الإنتاج الوطني ومعاناة المستهلك.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى