الحسيمة.. الصناعة التقليدية بين أزمة التسويق وخطر الإنقراض

فكري ولد علي هبة بريس

تعيش الصناعة التقليدية في إقليم الحسيمة أوضاعًا صعبة، بعدما أصبح الحرفيون يواجهون عوائق متزايدة في تسويق منتجاتهم محليًا وخارجيًا. فالموسم الصيفي، الذي يشكل عادة فرصة لإنعاش المبيعات، لم يعد قادرًا على تعويض غياب قنوات ترويج قارة، وهو ما كشف عن أزمة أعمق ترتبط بانعدام استراتيجيات واضحة للتسويق وضعف التنسيق بين الفاعلين المعنيين. هذا الوضع جعل الحرف التقليدية تفقد تدريجيًا جزءًا من حضورها الاقتصادي والثقافي.

ويعتبر مهنيو القطاع أن المعضلة الحقيقية تكمن في غياب إدماج المنتوج المحلي ضمن العرض السياحي للإقليم، إلى جانب ضعف انخراط المندوبية الإقليمية وغرفة الصناعة التقليدية في تقديم الدعم اللازم. ويرى هؤلاء أن المؤسسات الوصية لم تضع هذا الملف ضمن أولوياتها، ما ترك الحرفيين يواجهون السوق بوسائل محدودة، وجعلهم عاجزين عن استقطاب زبائن جدد أو إيجاد منافذ بيع دائمة تساعدهم على الصمود في وجه المنافسة.

وفي نظر الصناع، فإن المعارض التي يفترض أن تساهم في الترويج للمنتوجات لم تعد تقوم بدورها المطلوب. فشروط المشاركة توصف بأنها غامضة وغير منصفة، الأمر الذي حرم العديد من الحرفيين من فرص الولوج إليها. هذا الوضع حوّل المعارض إلى فضاءات انتقائية محدودة الأثر، بدل أن تكون منصات مفتوحة أمام مختلف الفاعلين لتسويق إبداعاتهم وتوسيع شبكة حضورهم داخل السوق المحلية والوطنية.

إلى جانب ذلك، تعاني البنيات التي شُيدت أصلًا لدعم التسويق من إهمال واضح، إذ تحولت مجمعات ومركبات مثل مجمع فلوريدو، ومركب الرواضي، ومجمع إمزورن، وتغزوت إلى فضاءات شبه مغلقة. ويؤكد الحرفيون أن تعطيل هذه المنشآت، مرفوقًا بضعف الترافع من طرف الغرفة، عمّق من هشاشة القطاع وزاد من معاناة الصناع. لذلك يطالب المهنيون بإعادة تأهيل تلك الفضاءات، وضمان شفافية تنظيم المعارض، وخلق قنوات تسويق مستمرة تحفظ للصناعة التقليدية قيمتها الاقتصادية ورمزيتها الثقافية.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى