
الجزائر خارج التصنيف البيئي الإفريقي لعام 2025.. والمغرب في الصدارة
ههبة بريس
كشف تصنيف بيئي إفريقي جديد لسنة 2025، يستند إلى “مؤشر الأداء البيئي” (EPI)، عن تفوق ثلاث دول من شمال إفريقيا فقط هي المغرب، تونس، ومصر، في حين غابت الجزائر بشكل كامل عن قائمة العشر الأوائل، رغم أنها من أكبر دول القارة مساحة وأكثرها تنوعاً من حيث الأنظمة البيئية، وهو غياب يكشف خللاً عميقاً في سياساتها البيئية.
مؤشر الأداء البيئي
التقرير، الصادر عن صحيفة Vanguard النيجيرية، بالاعتماد على بيانات من مؤشر الأداء البيئي (EPI) التابع لجامعتي Yale وColumbia، أظهر أن الدول الثلاث استطاعت، بدرجات متفاوتة، تحقيق تقدم في مجالات الاستدامة، النظافة الحضرية، والتدبير البيئي، نتيجة خطط واضحة ومرنة تعكس تطوراً تدريجياً في الحوكمة البيئية لديها.
في التفاصيل، جاء المغرب في المرتبة السابعة إفريقيا، بأداء بيئي بلغ 39.7 نقطة، متقدماً على دول مثل موريشيوس ومصر.
هذا التقدم يعكس نجاح مشاريع كبرى في الطاقات النظيفة، وتدبير النفايات، وإعادة تأهيل الغطاء الغابوي، إلى جانب اعتماد استراتيجيات وطنية للتنمية المستدامة والجهوية البيئية، مما يعزز حضوره في الساحة البيئية الدولية.
تونس، من جهتها، احتلت المرتبة التاسعة، مستفيدة من نماذج محلية في تسيير النفايات وتحسين شبكات المعالجة، في ظل تحديات اقتصادية وسياسية لم تمنعها من الحفاظ على حد أدنى من الالتزام البيئي.
ضعف مؤسساتي مزمن للجزائر
أما مصر، فحلّت في المرتبة العاشرة، بعد تحقيق تقدم نسبي في مجالات النقل الأخضر، وتوسيع المساحات الخضراء، خاصة في العاصمة الإدارية الجديدة.
وبالنسبة للجزائر، فقد كان غيابها المدوي عن هذا التصنيف دليلاً إضافياً على اتساع الهوة بين الخطاب الرسمي الذي يتغنى بـ”السيادة البيئية” و”الاستقلال الطاقي”، والواقع الذي يكشف عن نظام بيئي مُنهك، يعصف به التصحر، وتنهشه العشوائية وغياب الإرادة.
البلاد، التي تفتقر إلى أبسط شروط الحوكمة البيئية، تُعاني من ضعف مؤسساتي مزمن، ومن شح في البيانات البيئية الدقيقة التي يمكن أن تعتمد عليها المؤشرات الدولية، إلى جانب غياب رؤية استراتيجية تدمج البيئة في السياسات العمومية، مما يجعلها غير مؤهلة حتى لدخول المنافسة.
ويبرز التناقض الفجّ بين حضور المغرب، وتونس، ومصر في هذا التصنيف، وبين الغياب الجزائري، كمؤشر صريح على فشل الدولة في إدراك أهمية البعد البيئي كأحد مقاييس حكامة الدول الحديثة.
وفي الوقت الذي استثمر فيه جيران الجزائر في الطاقات المتجددة والمدن الخضراء والتدبير البيئي المحلي، ظلت الجزائر رهينة منطق بيروقراطي مهترئ، عاجز عن مواكبة المتغيرات المناخية والبيئية.
تخلف المنظومة الجزائرية في مجال البيئة
ورغم أن مؤشر الأداء البيئي لا يقتصر فقط على تقييم الوضع البيئي الحالي، بل يقيس التزامات الدول على المدى الطويل تجاه أهداف التنمية المستدامة، فإن الجزائر لا تملك ما تقدمه، لا على مستوى المشاريع، ولا في مستوى الشفافية أو الانخراط المؤسساتي، ما يجعلها خارج السياق الإفريقي والدولي.
وفي زمن أصبحت فيه البيئة معياراً لتصنيف الدول في سلم التقدم والفاعلية، تبدو الجزائر اليوم بعيدة تماماً عن مواقع الريادة، بل حتى عن مستوى الحد الأدنى المقبول.
هذا التصنيف ليس مجرد ترتيب رقمي، بل رسالة استراتيجية تفضح تخلف المنظومة الجزائرية في مجال البيئة.
وإن لم تُراجع الجزائر سياساتها، وتُصلح مؤسساتها البيئية، فإنها لن تظل فقط خارج قائمة العشر الأوائل.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X