التهميش وتردي البنية التحتية يخنق مناطق ميسور وأوطاط الحاج وكيكو

هبة بريس- ميسور

رغم ما تزخر به مناطق ميسور وأوطاط الحاج وكيكو من مؤهلات طبيعية وبشرية، ما تزال هذه المدن تعاني في صمت تحت وطأة التهميش والإقصاء، وسط غياب مشاريع تنموية حقيقية وبنية تحتية متردية تضع حياة المواطنين على المحك.

ففي ميسور، التي تُعدُّ القلب النابض لإقليم بولمان، تبدو الشوارع وكأنها خارجة من زمن آخر، تفتقر لأبسط معايير التهيئة الحضرية، في ظل انتشار الحفر، وضعف الإنارة، وسوء تدبير شبكات الصرف الصحي. أما وطاط الحاج وكيكو، فيعانون من عزلة خانقة بسبب هشاشة الطرق والمسالك، وانعدام الربط بين الدواوير والمراكز الحضرية، ما يفاقم معاناة الساكنة في التنقل وولوج الخدمات الأساسية.

وفي مدينة كيكو تحديدًا، أصبح مشهد انتشار مياه الصرف الصحي في أزقة الأحياء مشهدًا مألوفًا ومؤلمًا، وكأن المنطقة معزولة عن العالم الخارجي. روائح كريهة تخنق السكان، وأوضاع صحية وبيئية تنذر بالخطر، في غياب أي تدخل حقيقي من الجهات المسؤولة. وهنا يطرح المواطنون تساؤلات حارقة: أين تذهب ميزانية المجالس المنتخبة؟ وماذا يفعل المجلس الإقليمي لفك العزلة عن هذه المناطق؟

من المؤسف أن تعيش أسر بأكملها وسط معاناة يومية وظروف غير إنسانية، في وقت يُفترض أن يكون الحق في العيش الكريم أولوية. “حشومة” أن يبقى مواطنو هذه المناطق تحت رحمة الإهمال، ويتمنون فقط أن يزورهم المسؤولون ليعيشوا ليومٍ واحد مرارة الواقع الذي تكابده هذه الأسر المنسية.

ويشتكي السكان كذلك من ضعف الخدمات الصحية، حيث تفتقر المراكز الصحية للأطر والتجهيزات، مما يضطر المرضى لقطع عشرات الكيلومترات نحو مدن بعيدة لتلقي العلاج. أما قطاع التعليم، فلا يزال يعاني من خصاص في الأطر وغياب الدعم اللوجستي، ما ينعكس سلبًا على التحصيل الدراسي للتلاميذ.

صوت المواطن لا يزال خافتًا، فيما تستمر سياسة الصمت وغياب الاستثمارات العمومية، وكأن هذه المدن خارج أجندة التنمية الوطنية. هذا الواقع يدفع بالكثير من الشباب إلى الهجرة، تاركين وراءهم مناطق تتآكل تحت وطأة الإهمال والتهميش.

المطالب واضحة وبسيطة: إدماج فعلي في برامج التنمية، إصلاح شامل للبنية التحتية، تطهير بيئي حقيقي، دعم القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم، وفك العزلة عن هذه المناطق. فكرامة المواطن لا ينبغي أن تكون رهينة التجاهل والإقصاء.

ليبقى السؤال مطروحا…؟ هل ستتحرك عجلة عامل الإقليم الحالي لفك العزلة عن هذه المناطق خصوصا منطقة كيكو التي تعاني الويلات من الواد الحار أم أن دار لقمان ستبقى على حالها ولنا عودة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى